🍂والقسم الثاني: أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا، ورغب فيها بذكر ثواب لها في الدنيا، مثل: صلة الرحم، وبر الوالدين، ونحو ذلك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» (١) فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل ذلك العمل، ستحضر ذلك الثواب الدنيوي،
وأخلص لله في العمل ولم يستحضر الثواب الأخروي، فإنه داخل في الوعيد، فهو من أنواع هذا الشرك، لكن إن استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا، له رغبة فيما عند الله في الآخرة ويطمع في الجنة، ويهرب من النار، واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام: «من قتل قتيلا فله سلبه» (١) فمن قتل حربيا في الجهاد لكي يحصل على السلب، ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيما عند الله - جل وعلا - مخلصا فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا بل قلبه معلق أيضا بالآخرة، فهذا النوع لا بأس به ولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية
🍂( من كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل شيخ حفظه الله ص٤٠٦،٤٠٧ ج١) 🍂
🍂كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص مع أنه أراد المال مثلا؟
🍂أجيب: إنه أخلص العبادة، ولم يرد بها الخلق إطلاقا، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم، بل قصد أمرا ماديا، فإخلاصه ليس كامل؛ لأن فيه شركا، ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك، بل أراد شيئا دنيئا غيره.
🍂ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء، فهذه مرتبة دنيئة.
🍂( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ بن عثيمين رحمه الله ص٧٢٠ ج١٠)
🍂قد يقول بعض الناس: إن الأعمال الصالحة لها ثواب معجل في الدنيا، كبِرِّ الوالدين مثلاً.. فكيف تكون النية؟
🍂نقول: تكون النية بإرادة وجه الله والدار الآخرة، واللهُ من كرمه يعجل للبارِّ من ثواب عمله في الدنيا كبرِّ أولاده به وصحة ورزقاً، ونحو ذلك.
وهكذا قد يقول قائل: إن الاستغفار له في الدنيا فوائد، فنحن إذا استغفرنا ماذا ننوي؟ وقد قال الله:فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا 10-12 (سورة نوح)، فهذا ثواب الاستغفار المعجل في الدنيا: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا 10-11 (سورة نوح)، فهل نحن إذا استغفرنا نقصد هذا وننوي باستغفارنا أن يحصل لنا هذا؟ الجواب: إذا قصدنا هذا فقط فليس لنا إلا هو، قال تعالى: فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ 200( سورة البقرة)،لكن إذا قصد الإنسان بالاستغفار وجه الله والدار الآخرة أي ينوي أن تغفر ذنوبه فإنه سيحصل له من كرم الله حسنات في الدنيا تبعاً، فعلى العبد أن ينوي بعمله وجه الله، وأما الآخر فسيحصل له تبعاً.
🍂، المسلم إذا قصد وجه الله بالاستغفار فإن مما يحصل تبعاً لذلك أن يرزق به، فهو عندما يستغفر لا يقصد الدنيا بل يقصد الآخرة، وغفران الذنوب، والأجر من الله، والنجاة من النار، والفوز بالجنة، لكن يحصل له تبعاً ،
🍂وهذا الأمر الذي يخفى على كثير من الناس، ولذلك تراهم يقصدون أشياء من الدين يعملونها لأجل الدنيا، فإذا مرض أحدهم أو مرض له ولد قال: (داووا مرضاكم بالصدقة) فيدفع الصدقة للشفاء من أجل الدنيا فقط لا لأجل الآخرة، وهذا ليس له في الآخرة من نصيب؛ لأن كل النية والدافع للعمل هو الشفاء للدنيا فقط ، لكن لو تصدق ابتغاء وجه الله والثواب من الله في الآخرة، ورغبة في الجنة والمغفرة فإنه سيحصل له تبعاً شفاء في الدنيا، ولا يحتاج الإنسان أن ينويه ليحصل؛ لأن الله كريم يعطي عبده في الدنيا مقدمات،🍂 وهكذا كان ديدن الصالحين، إذا عملوا العمل الصالح فالقصد وجه الله، القصد الدار الآخرة،
📌 جزى الله خيراً من قرأها وساعد على نشرها