🕋 سلسلة فتاوى الحج 🕋
===================
لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله ...الرسالة رقم ٦ -
( - ﺑﻴﺎﻥ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺟﺪﺓ ﻣﻴﻘﺎﺗﺎ ﻟﺤﺠﺎﺝ اﻟﺠﻮ ﻭاﻟﺒﺤﺮ )
🖋.اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﻘﺪ اﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻘﻄﺮﻱ ﺑﺈﻣﻼء ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺻﻔﺤﺔ (95، 96)
ﺣﻮﻝ اﻟﻤﻮاﻗﻴﺖ ﻟﻠﻮاﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺤﺞ ﺃﻭ اﻟﻌﻤﺮﺓ ﻓﺄﻟﻔﻴﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻭﺃﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮا، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻌﺒﺎﺩﻩ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺭاﺟﻴﺎ ﺑﻌﺪ اﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻋﻤﺎ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻴﻪ ﻭﺭﺟﻮﻋﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ؛
ﻷﻥ اﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﺷﺮﻑ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻭاﺟﺐ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺮﻛﻪ؛ ﻷﻥ اﻟﺤﻖ ﻭاﺟﺐ اﻻﺗﺒﺎﻉ،
📝 ﻓﺄﻗﻮﻝ:
ﺃﻭﻻ: ﺫﻛﺮ ﻭﻓﻘﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮﺓ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ:
"اﻟﻘﺎﺻﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺠﻮ ﻷﺩاء اﻟﺤﺞ ﻭاﻟﻌﻤﺮﺓ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺠﺪﺓ ﻭﻟﻮ ﻳﻮﻣﺎ ﻭاﺣﺪا ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺠﺪﺓ ﻭاﻟﻨﺎﺯﻟﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻓﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻣﻮا ﻣﻦ ﺟﺪﺓ " اﻧﺘﻬﻰ.
☑️ ﻭﻫﺬا ﻛﻼﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺧﻄﺄ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻴﺖ، ﻭﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻜﻼﻡ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏ، ﻭﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮﺓ اﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻪ اﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻗﺖ اﻟﻤﻮاﻗﻴﺖ ﻟﻤﺮﻳﺪﻱ اﻟﺤﺞ ﻭاﻟﻌﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻣﺼﺎﺭ
ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﺟﺪﺓ ﻣﻴﻘﺎﺗﺎ ﻟﻤﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻣﺼﺎﺭ ﻭاﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻭﻫﺬا ﻳﻌﻢ اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺮ ﺃﻭ اﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ اﻟﺠﻮ.
ﻭاﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ اﻟﻮاﻓﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺠﻮ ﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺑﺎﻃﻞ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ؛ ﻷﻥ اﻟﻮاﻓﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺠﻮ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﻗﻄﻌﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻗﻴﺖ اﻟﺘﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ( كلمة غير واضحة في الكتاب)
ﻓﻴﻠﺰﻣﻪ اﻹﺣﺮاﻡ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺇﺫا اﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻡ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬﻱ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺎﺫﻳﻬﺎ ﺃﻭ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺣﺮاﻡ،
ﻭﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻹﺣﺮاﻡ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻴﺖ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﻛﺮاﻫﺘﻪ ﻭﻋﺪﻣﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺮﻡ ﻗﺒﻠﻬﺎ اﺣﺘﻴﺎﻃﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻭﺯﺗﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺣﺮاﻡ ﻓﻼ ﻛﺮاﻫﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﺃﻣﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺣﺮاﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺮﻡ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻛﻞ ﻣﻜﻠﻒ ﺃﺭاﺩ ﺣﺠﺎ ﺃﻭ ﻋﻤﺮﺓ؛ ﻟﻘﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﺖ اﻟﻤﻮاﻗﻴﺖ: «ﻫﻦ ﻟﻬﻦ ﻭﻟﻤﻦ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻠﻬﻦ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺤﺞ ﻭاﻟﻌﻤﺮﺓ» .
ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: «ﻳﻬﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻱ اﻟﺤﻠﻴﻔﺔ ﻭﻳﻬﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﺠﺤﻔﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ » .
ﻭﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺧﺒﺮ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻷﻣﺮ ﻓﻼ ﺗﺠﻮﺯ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ،
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ ﺑﻠﻔﻆ اﻷﻣﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻠﻔﻆ " ﻟﻴﻬﻞ " ﻭاﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺃﺭاﺩ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺠﺪﺓ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﺪﺓ ﻟﻪ ﺣﻜﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻮاﺯ اﻹﺣﺮاﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ.
ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻔﺘﻲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎﻡ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺜﺒﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻷﻥ اﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ﺧﻄﺮﻩ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻋﻮاﻗﺒﻪ ﻭﺧﻴﻤﺔ. ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻗﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﺭﺑﻲ اﻟﻔﻮاﺣﺶ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ ﻭاﻹﺛﻢ ﻭاﻟﺒﻐﻲ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﺸﺮﻛﻮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ}
📚 المصدر : مجموع الفتاوى ج١٧ ص ٢٣
══════ ❁✿❁ ══════
🌍لمزيدٍ من الفتاوى والفوائد والدروس والسنن النبوية والسلاسل العلمية تابعوا قناة ْ :
❶- المُــلتقى السّلفِي بِمكّة: @ff1ffy
[http://bit.ly/1IzLyrR]
_________
Ⓜ زوروا مدونتنا فهي مليئة بالفتاوى والفوائد والدروس مِن هُنـ↙ـا
[ http://bit.ly/1muS5d9 ]
_________
🌏 صفحة الملتقى السلفي بمكة على تويتر لمتابعتنا اضغط هنا ↙️
http://bit.ly/1UF9XkZ
________
🌏 صفحة الملتقى السلفي بمكة على الفيس بوك من هنا ↙️
facebook.com/ff1ffy
___________
للحصول على الرسائل السابقة لسلسلة فتاوى الحج اضغط على هذا الرابط 👇
http://bit.ly/29YjAIb
==========
🌷ساهــمُوا بنشْر هَذهِ الرِسَالة فِي
وسائل التواصل فنشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات