📚 لمحة عن الفرق الضالة ( الرسالة السادسة)
رسالة صغيرة بعنوان : " لمحة عن الفرق الضالة "
📚لفضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
📚الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : فإن الحديث عن الفرق ليس هو من باب السرد التاريخي ، الذي يقصد من الإطلاع على أصول الفرق لمجرد الإطلاع ، كما يطلع على الحوادث التاريخية ، والوقائع التاريخية السابقة ، وإنما الحديث عن الفرق له شأن أعظم من ذلك ؛ ألا وهو الحذر من شر هذه الفرق ومن محدثاتها ، والحث على لزوم فرقة " أهل السنة والجماعة " .
📚• الفرقة السادسة : " الأشاعرة " :
📚و " الأشاعرة " : ينسبون إلى أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - .
📚وكان أبو الحسن الأشعري معتزليًا ، ثم مَنَّ الله عليه ، وعرف بطلان مذهب " المعتزلة " ، فوقف في المسجد يوم الجمعة وأعلن براءته من مذهب المعتزلة ، وخلع ثوبًا عليه . وقال : ( خلعت مذهبَ المعتزلة ، كما خلعتُ ثوبي هذا ) . لكنه صار إلى مذهب " الكُلاَّبِيَّة " : أتباع عبد الله بن سعيد بن كُلاب .
📚وعبد الله بن سعيد بن كُلاب كان يثبِت سبع صفات ، وينفي ما عداها ، يقول : ( لأن العقل لا يدل إلا على سبعِ صفات فقط : " العلم " ، و " القدرة " ، و " الإرادة " ، و " الحياة " ، و " السمع " ، و " البصر " ، و " الكلام " . - يقول : هذه دَلَّ عليها العقل ، أما ما لم يدل عليه العقل - عنده - فليس بثابتٍ ) .
📚ثم إن الله مَنَّ على أبي الحسن الأشعري ، وترك مذهب " الكُلابِيَّةِ " ، ورجع إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وقال : ( أنا أقول بما يقول به إمام أهلِ السنة والجماعة أحمد بن حنبل : إن الله استوى على العرش ، وإن له يدًا ، وإن له وجهًا ) . ذكر هذا في كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وذكر هذا في كتابه الثاني : " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " ذكر أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل . وإن بقيت عنده بعض المخالفات .
📚ولكن أتباعه بقوا على مذهب " الكُلابية " ؛ فغالبهم لا يزالون على مذهبه الأول ، ولذلك يسمون بـ " الأشعرية " : نسبة إلى الأشعري في مذهبه الأول .
📚أما بعد أن رجع إلى مذهب " أهل السنة والجماعة " ؛ فنسبة هذا المذهب إليه ظلم ، والصواب أن يقال : مذهب " الكُلابِيَّة " ، لا مذهب أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - ؛ لأنه تاب من هذا ، وصَنَّفَ في ذلك كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وصرح برجوعه ، وتمسكه بما كان عليه " أهل السنّة والجماعة " - خصوصًا الإمام : أحمد بن حنبل - رحمه الله - ، وإن كانت عنده بعض المخالفات ، مثل قوله في الكلام : ( إنه المعنى النفسي القائم بالذات ، والقرآن حكاية - أو عبارة - عن كلام الله ، لا أنه كلام الله.
📚هذا مذهب " الأشاعرة " ، منشق عن مذهب " المعتزلة " . ومذهب " المعتزلة " منشق عن مذهب " الجهمية " . ثم تفرعت مذاهب كثيرة ، كلها أصلها مذهب " الجهمية " .
📝المصدر(من محاضرة ألقاها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله بمدينة الطائف يوم الإثنين الموافق ١٤١٥/٣/٣هجري في مسجد الملك فهد بالطائف)
📚سئل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى كما في تعليقاته على بلوغ المرام:
📚هل المعتزلة كفار ؟ وهل الأشاعرة كفّار؟
📚فأجاب الشيخ ابن باز رحمه الله :
المعتزلة والجهمية كفّار ، أما الأشعرية محل نظر :
لأنهم أولوا بعض النصوص لهم شبه في تأويل بعض الصفات وهكذا بعض من وقع له بعض تأويل، لأن لهم شبه في تكفيرهم نظر..
📚كتاب الجهاد الشريط الثاني د16:15 .
📚و قال الإمام ابن باز رحمه الله :
أمّا الصوفية الغالب عليهم البدع والخرافات، وأشياء أحدثوها لأنفسهم، وجعلوها نظاما لهم ليس له أساس في الشرع المطهر، وبعض بدعهم تصل إلى الشرك، كعبادة الأموات والاستغاثة بالأموات من أصحاب القبور وغيرهم، وكدعاء البدوي والسيدة زينب، والاستغاثة بالبدوي أو بالحسين أو ما أشبه هذا، كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا الطواف بالقبور، أو بخشبة تصنع يطاف حولها، كل هذا من المنكرات العظيمة، والطواف عبادة لله حول الكعبة، من طاف على قبر أو خشبة أو غير ذلك: يطوف تعبدا لغير الله، بل لصاحب القبر أو لمن وضع الخشبة، أو للخشبة نفسها يدعوها أو يعتقد فيها، صار عمله كفرا أكبر، نسأل الله العافية،
📚( فتاوى نور على الدرب ج٣ ص١٨٤)