الرسالة الثانية والأربعون( الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد للشيخ بن عثيمين رحمه الله)
( الفائدة السابعة والخمسون)ص٥٨،٥٩
🍂مسند أحمد بن حنبل- البخاري و مسلم- سنن أبي داوود- سنن النسائي- سنن ابن ماجة عن / أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ وَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ
( في صحيح الجامع)
🍂قوله: "اللهم! "; معناه: يا الله! لكن لكثرة الاستعمال حذفت يا النداء، وعوض عنها الميم، وجعل العوض في الآخر تيمنا بالابتداء بذكر الله.
قوله: "اغفر لي": المغفرة: ستر الذنب مع التجاوز عنه; لأنها مشتقة من المغفر، وهو ما يستر به الرأس للوقاية من السهام، وهذا لا يكون إلا بشيء ساتر واق، ويدل له قول الله عز وجل للعبد المؤمن حينما يخلو به، ويقرره بذنوبه يوم القيامة: " قد سترتها عليك في الدنيا وأنا اغفرها لك اليوم "أخرجه البخاري
🍂قوله: "إن شئت": أي: إن شئت أن تغفر لي فاغفر، وإن شئت فلا تغفر"
🍂قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يقل أحدكم ": لا: ناهية بدليل جزم الفعل بعدها.
🍂قوله: "اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني": ففي الجملة الأولى: "اغفر لي" النجاة من المكروه، وفي الثانية: "ارحمني" الوصول إلى المطلوب; فيكون هذا الدعاء شاملا لكل ما فيه حصول المطلوب وزوال المكروه.
🍂قوله: "ليعزم المسألة": اللام لام الأمر، ومعنى عزم المسألة: أن لا يكون في تردد، بل يعزم بدون تردد ولا تعليق.
🍂و"المسألة": السؤال; أي: ليعزم في سؤاله فلا يكون مترددا بقوله: إن شئت.
🍂قوله: " فإن الله لا مكره له ": تعليل للنهي عن قول: "اللهم! اغفر لي إن شئت، اللهم! ارحمني إن شئت"; أي: لا أحد يكرهه على ما يريد فيمنعه منه، أو ما لا يريد فيلزمه بفعله; لأن الأمر كله لله وحده.
🍂والمحظور في هذا التعليق من وجوه ثلاثة:
♻الأول: أنه يشعر بأن الله له مكره على الشيء، وأن وراءه من يستطيع أن يمنعه، فكأن الداعي بهذه الكيفية يقول: أنا لا أكرهك، إن شئت فاغفر، وإن شئت فلا تغفر.
♻الثاني: أن قول القائل: "إن شئت" كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله، فقد لا يشاؤه لكونه عظيما عنده، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس -والمثال للصورة بالصورة لا للحقيقة بالحقيقة-: أعطني مليون ريال إن شئت، فإنك إذا قلت له ذلك; ربما يكون الشيء عظيما يتثاقله، فقولك: إن شئت; لأجل أن تهون عليه المسألة; فالله عز وجل لا يحتاج أن تقول له: إن شئت; لأنه -سبحانه وتعالى- لا يتعاظمه شيء أعطاه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "وليعظم الرغبة; فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه".
🍂"وليعظم الرغبة"; أي: ليسأل ما شاء من قليل وكثير ولا يقل: هذا كثير لا أسأل الله إياه، ولهذا قال: "فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"; أي: لا يكون الشيء عظيما عنده حتى يمنعه ويبخل به - سبحانه وتعالى- كل شيء يعطيه، فإنه ليس عظيما عنده; فالله عز وجل يبعث الخلق بكلمة واحدة، وهذا أمر عظيم، لكنه يسير عليه، قال تعالى: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ٢ وليس بعظيم; فكل ما يعطيه الله عز وجل لأحد من خلقه فليس بعظيم يتعاظمه; أي: لا يكون الشيء عظيما عنده حتى لا يعطيه، بل كل شيء عنده هين.
♻الثالث: أنه يشعر بأن الطالب مستغن عن الله، كأنه يقول: إن شئت فافعل، وإن شئت فلا تفعل فأنا لا يهمني، ولهذا قال: "وليعظم الرغبة"; أي: يسأل برغبة عظيمة، والتعليق ينافي ذلك; لأن المعلق للشيء المطلوب يشعر تعليقه بأنه مستغن عنه، والإنسان ينبغي أن يدعو الله تعالى وهو يشعر أنه مفتقر إليه غاية الافتقار، وأن الله قادر على أن يعطيه ما سأل، وأن الله ليس يعظم عليه شيء، بل هو هين عليه،
🍂 إذا من آداب الدعاء أن لا يدعو بهذه الصيغة، بل يجزم فيقول: اللهم! اغفر لي،اللهم! ارحمني، اللهم! وفقني، وما أشبه ذلك، وهل يجزم بالإجابة؟
♻الجواب: إذا كان الأمر عائدا إلى قدرة الله; فهذا يجب أن تجزم بأن الله قادر على ذلك، قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ١. أما من حيث دعائك أنت باعتبار ما عندك من الموانع، أو عدم توافر الأسباب; فإنك قد تتردد في الإجابة، ومع ذلك ينبغي أن نُحسِن الظن بالله; لأن الله عز وجل قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ٢ فالذي وفقك لدعائه أولا سيمن عليك بالإجابة آخرا، لا سيما إذا أتى الإنسان بأسباب الإجابة وتجنب الموانع، ومن الموانع الاعتداء في الدعاء، كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
🍂ومنها أن يدعو بما لا يمكن شرعا أو قدرا; فشرعا كأن يقول: اللهم! اجعلني نبيا. وقدرا بأن يدعو الله تعالى بأن يجمع بين النقيضين، وهذا أمر لا يمكن; فالاعتداء بالدعاء مانع من إجابته، وهو محرم، لقوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} ٣ وهو أشبه ما يكون بالاستهزاء بالله -سبحانه-.
🍂مناسبة الباب للتوحيد
🍂من وجهين:
♻١. من جهة الربوبية، فإن من أتى بما يشعر بأن الله له مكره لم يقم بتمام ربوبيته تعالى; لأن من تمام الربوبية أنه لا مكره له، بل إنه لا يسأل عما يفعل; كما قال تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ٤ وكذلك فيه نقص من ناحية الربوبية من جهة أخرى، وهو أن الله يتعاظم الأشياء التي يعطيها; فكان فيه قدح في جوده وكرمه.
♻٢. من ناحية العبد; فإنه يشعر باستغنائه عن ربه، وهذا نقص في توحيد الإنسان، سواء من جهة الألوهية أو الربوبية أو الأسماء والصفات، ولهذا ذكره المصنف في الباب الذي يتعلق بالأسماء والصفات،
( انتهى)
حكم قول إن شاء الله في الدعاء
س - ما حكم القول { في الجنة نلتقي إن شاء الله } ؟ جزاكم الله خيراً ؟
فأجاب الشيخ ابن باز رحمه الله : - هذا القول طيب ولا بأس به ، نسأل الله أن يجمعنا بإخواننا في الجنة وأن نلتقي في الجنة ، لكن لا يقول { إن شاء الله } فلا يستثني ، بل يقول { نسال الله أن نلتقي في الجنة بفضله ، والله يجمعنا في الجنة } فلا يقول إن شاء الله ، ولا يستثني في الدعاء .
الشيخ ابن باز
* * * *
كتاب فتاوى اسلامية ج4 ص213
السؤال : ماحكم القول عند الدعاء مثلاً إن شاء الله يرزق فلان الولد مثلاً ، وهل هذا يدخل تحت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قول اللهم اغفر لي إن شئت عند الدعاء وأمره بالتأمين ، أم أن التأمين خاص بمن سمع الدعاء ؟
فأجاب الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقول اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، وليعزم المسألة ، لأن الله لا مكره له سبحانه وتعالى ، فلا يقول إن شاء الله إذا دعا له أو لأخيه أو لأحدٍ من المسلمين ، يدعو دعاءً جازماً ولا يتردد فيه لأن إن شاء الله استثناء ، فيها استثناء وليس فيها جزم ، فيترك هذه اللفظة .
من موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
(من كتاب صحيح الترغيب والترهيب للألباني رحمه الله)🍂1633 - (حسن صحيح)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها
قالوا إذا نكثر
قال الله أكثر
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة والحاكم وقال صحيح الإسناد
🍂قال الجراحي يعني الله أكثر إجابة
📲 قناة الملتقى السلفي بمكة على التليجرام للإنضمام من هنا ⤵
http://bit.ly/1NWbxdU
==========
Ⓜ للحصول على الرسائل المنشورة بالملتقى تَابعُوا المُدوّنة مِن هُنـ↙ـا:
http://moltagamecca.blogspot.com/2015/11/blog-post_615.html
==========
أُنشرُوهَا فإن نشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات