الرسالة الرابعة والأربعون( الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد للشيخ بن عثيمين رحمه الله)
( الفائدة التاسعة والخمسون)ص،٦٢،٦٣
🍂مسند أحمد بن حنبل- سنن أبي داوود- سنن النسائي- صحيح ابن حبان- الحاكم عن / ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِالله فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِالله فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ
( صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع)
🍂قوله عليه الصلاة والسلام: "من سأل بالله": أي: من سأل غيره بالله.
🍂والسؤال بالله ينقسم إلى قسمين:
🍃أحدهما: السؤال بالله بالصيغة، مثل أن يقول: أسألك بالله كما تقدم في حديث الثلاثة حيث قال الملك: " أسألك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون الحسن بعيرا ".(في الصحيحين)
🍃الثاني: السؤال بشرع الله عز وجل أي: يسأل سؤالا يبيحه الشرع; كسؤال الفقير من الصدقة، والسؤال عن مسألة من العلم، وما شابه ذلك.
🍂وحكم رد من سأل بالله الكراهة أو التحريم حسب حال المسئول والسائل،
🍂وهنا عدة مسائل:
🍂المسألة الأولى: هل يجوز للإنسان أن يسأل بالله أم لا؟
🍂وهذه المسألة لم يتطرق إليها المؤلف رحمه الله; فنقول
🍂أولا: السؤال من حيث هو مكروه ولا ينبغي للإنسان أن يسأل أحدا شيئا إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولهذا كان مما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا، حتى إن عصا أحدهم ليسقط منه وهو على راحلته; فلا، يقول لأحد: ناولنيه، بل ينزل ويأخذه.
🍂 والمعنى يقتضيه; لأنك إذا أعززت نفسك ولم تذلها لسؤال الناس بقيت محترما عند الناس، وصار لك منعة من أن تذل وجهك لأحد; لأن من أذل وجهه لأحد; فإنه ربما يحتاجه ذلك الأحد لأمر يكره أن يعطيه إياه، ولكنه إذا سأله اضطر إلى أن يجيبه، ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وازهد فيما عند الناس يحبك الناس "( سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رحمه الله)
🍂فالسؤال أصلا مكروه أو محرم إلاّ لحاجة أو ضرورة.
🍂فسؤال المال محرم، فلا يجوز أن يسأل من أحد مالا إلاّ إذا دعت الضرورة إلى ذلك،
🍂وقال الفقهاء رحمهم الله في باب الزكاة: "إن من أبيح له أخذ شيء أبيح له سؤاله"، ولكن فيما قالوه نظر; فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حذَر من السؤال، وقال: "إن الإنسان لا يزال يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم "،( أخرجه البخاري)
🍂وهذا يدل على التحريم إلاّ للضرورة.
🍂وأما سؤال المعونة بالجاه أو المعونة بالبدن; فهذه مكروهة، إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
🍂وأما إجابة السائل; فهو موضوع بابنا هذا، ولا يخلو السائل من أحد أمرين:
🍃الأول: أن يسأل سؤالا مجردا; كأن يقول مثلا: يا فلان! أعطني كذا وكذا، فإن كان مما أباحه الشارع له فإنك تعطيه; كالفقير يسأل شيئا من الزكاة.
🍃الثاني: أن يسأل بالله; فهذا تجيبه وإن لم يكن مستحقا; لأنه سأل بعظيم، فإجابته من تعظيم هذا العظيم، لكن لو سأل إثما، أو كان في إجابته ضرر على المسئول; فإنه لا يجاب.
🍃مثال الأول: أن يسألك بالله نقودا؛ ليشتري بها محرما كالخمر.
🍃ومثال الثاني: أن يسألك بالله أن تخبره عما في سرك، وما تفعله مع أهلك; فهذا لا يجاب لأن في الأول إعانة على الإثم، وإجابته في الثاني ضرر على المسئول.
🍂قوله: صلى الله عليه وسلم " من سأل بالله ": "من": شرطية للعموم.
🍂قوله: " فأعطوه ": الأمر هنا للوجوب ما لم يتضمن السؤال:
🍃 ١- إثما
🍃 ٢-أو ضررا على المسئول
لأن في إعطائه إجابة لحاجته، وتعظيما لله عز وجل الذي سأل به. ولا يشترط أن يكون سؤاله بلفظ الجلالة بل بكل اسم يختص بالله، كما قال الملك الذي جاء إلى الأبرص والأقرع والأعمى: " أسألك بالذي أعطاك كذا وكذا ".( في الصحيحين)
📲 قناة الملتقى السلفي بمكة على التليجرام للإنضمام من هنا ⤵
http://bit.ly/1NWbxdU
==========
Ⓜ للحصول على الرسائل المنشورة بالملتقى تَابعُوا المُدوّنة مِن هُنـ↙ـا:
http://moltagamecca.blogspot.com/2015/11/blog-post_615.html
==========
أُنشرُوهَا فإن نشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات