فوائد من شرح الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله للعقيدة الواسطية
=================
الرسالة رقم ( 37 )
=================
❍ قَـالَ الشّــيخ -رَحِمهُ الله-:
"ﻭﺭﺳﻠﻪ" ﺃﻱ: ﺭﺳﻞ اﻟﻠﻪ, ﻭﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻬﺎ،
ﻭﺃﻭﻟﻬﻢ ﻧﻮﺡ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻧﻮﺡ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻧﺎ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ ﻭاﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ}
[ اﻟﻨﺴﺎء: 163]
، ﻳﻌﻨﻲ: ﻭﺣﻴﺎ، ﻛﺈﻳﺤﺎﺋﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ ﻭاﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻫﻮ ﻭﺣﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻧﻮﺣﺎ ﻭﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻬﻤﺎ اﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭاﻟﻜﺘﺎﺏ} [ اﻟﺤﺪﻳﺪ: 26]
: {ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻬﻤﺎ}
ﺃﻱ ﺫﺭﻳﺔ ﻧﻮﺡ ﻭﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻭاﻟﺬﻱ ﻗﺒﻞ ﻧﻮﺡ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﻮﻣﺎ ﻓﺎﺳﻘﻴﻦ}
[ اﻟﺬاﺭﻳﺎﺕ: 46]
ﻗﺪ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻣﻦ ﻗﺒﻞ}
: ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ
ﺇﺫا ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﻮﺣﺎ ﺃﻭﻝ اﻟﺮﺳﻞ
ﻭﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ: "ﺃﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻨﻮﺡ: ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺃﺭﺳﻠﻪ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ" ﻭﻫﺬا ﺻﺮﻳﺢ.
ﺃﻣﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻬﻮ ﻧﺒﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺮﺳﻮﻝ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺩﺭﻳﺲ، ﻓﺬﻫﺐ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻭﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺴرﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﻧﻮﺡ، ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﺪاﺩﻩ ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻗﻮﻝ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪا ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﺗﺮﺩﻩ ﻭاﻟﺼﻮاﺏ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ.
ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ}
[ اﻷﺣﺰاﺏ: 40]
ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ: ﻭﺧﺎﺗﻢ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫا ﺧﺘﻢ اﻟﻨﺒﻮﺓ، ﺧﺘﻢ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ.
ــــــــ
�� المصدر:
شرح العقيدة الواسطية ( 1 / صـ 65 )
══════ ❁✿❁ ══════
قناة الملتقى السلفي بمكة على التليجرام للإنضمام من هنا ⤵
http://bit.ly/1NWbxdU
==========
.
Ⓜ للحصول على الرسائل المنشورة بالملتقى تَابعُوا المُدوّنة مِن هُنـ↙ـا:
http://moltagamecca.blogspot.com/2015/11/blog-post_615.html
==========
أُنشرُوهَا فإن نشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات